نحن نأكل المضادات الحيوية فماذا نعرف عنها ؟؟
تلعب المضادات الحيوية دوراً
مهماً في علاج العديد من الأمراض، وهي سلاح ذو حدين، فإن استخدمت الاستخدام الأمثل
باتباع إرشادات الطبيب وتوجيهات الصيدلي كان لها أثر إيجابي وفعال، وإن استخدمت
بطريقة عشوائية وأسيء استعمالها فإنها تؤدي إلى أضرار بالغة قد تودي بحياة
المريض.
وهناك اعتقاد شائع بأن المضادات الحيوية يمكنها شفاء أي التهاب، لذا تجد
كثيراً من المرضى يلحون على الطبيب أو الصيدلي في صرف مضاد حيوي لعلاج علتهم ومن ثم
يوصف المضاد الحيوي إرضاء لهم بدلاً من نصحهم وتوعيتهم بالأخطار التي قد تنجم عن
تعاطيه، أو عدم جدواه كأن تكون معاناتهم من التهاب فيروسي، لاتؤثر فيه المضادات
كالرشح والأنفلونزا.
من هذا المنطلق نبين أهمية المضادات الحيوية وأشكالها
المختلفة والأخطار التي تنتج من كثرة استعمالها وما يجب علينا عند استخدامنا لهذه
الأدوية.
في البداية نتعرف سوياً على قصة حدثت منذ أكثر من سبعين سنة فتحت الباب
على عصر المضادات الحيوية التي أنقذت حياة ملايين البشر حتى الآن بقدرة
الله.
قصة أول مضاد حيوي
بدأت قصة اكتشاف المضادات الحيوية أثر سلسلة من
التجارب قام بها طبيب إنجليزي يدعى الكسندر فلمنج، حيث لاحظ عام 1929م وجود عفن
أخضر ينمو في أحد صحائف مزرعة الجراثيم، كما لفت نظره أن المستعمرات الجرثومية
الملاصقة للعفن قد توقف نموها واندثرت، فأخذ يبحث عن تفسير لتلك الملاحظات حتى تأكد
أخيراً أن هذا العفن يفرز مادة تبيد الجراثيم، بعدها اتجهت محاولاته إلى فصل تلك
المادة وفعلاً استطاع الحصول على المادة وأطلق عليها اسم البنسلين نسبة إلى نوع
العفن الذي يفرزها المسمى البنسيليوم. إلا أن فليمنج لم يكن كيميائياً فلم يستطع
استخلاص البنسلين بشكل نقي ولم تستفد البشرية من البنسلين إلا بعد 11 عاماً أي عام
1940م حينما تمكن الدكتور (فلوري) وزميله (شن) بعد تجارب عديدة من استخلاص البنسلين
نقياً وتم تجربته على حيوانات التجارب لاختبار مفعوله.
أما أول اختبار للبنسلين
على الإنسان فكان عام 1941م حينما حقن شرطي كان مصاباً بالالتهاب وفي حالة احتضار،
فتحسنت حالته. بعدها أخذت صناعة البنسيلين تنتشر على نطاق واسع مما أدى إلى إنقاذ
حياة مئات الآلاف من الجرحى خلال الحرب العالمية الثانية. وبدأت المضادات الحيوية
الأخرى بالظهور تباعاًً.
البكتيريا والفيروس
يوجد في الجسم جهاز مناعي
لمحاربة الأجسام الغريبة ومنها البكتيريا، وفي حالة عدم قدرة الجهاز المناعي على
كسب المعركة تقوم المضادات الحيوية بمساعدة الجسم بالقضاء على هذا العدو الخارجي
دون المساس بخلايا الجسم.
ولكي نوضح عمل المضادات الحيوية ضد البكتيريا يجدر بنا
أن نفرق بين البكتيريا والفيروسات إذ يخلط بينهما كثير من الناس.
فالبكتيريا
كائنات وحيدة الخلية تتألف من كافة مكونات الخلية الحية، وهي لاترى بالعين المجردة،
ولكن يمكن رؤيتها بواسطة المجهر المركب، وهي ذات أشكال مختلفة، فمنها العصوية
والكروية والحلزونية، وهي تستطيع التكاثر خارج جسم الكائن الحي أو في وسط اصطناعي
يحتوي على مواد غذائية مهمة لنمو البكتيريا. وتنتشر في كل مكان في حياتنا، بعضها
مضر وبعضها غير مضر، ويوجد في الجسم أنواع من البكتيريا النافعة وخصوصاً في الأمعاء
ويمكن القضاء على المضر منها بواسطة المضادات الحيوية، وغالباً لايوجد لها تطعيم
وقائي.
أما الفيروسات فهي كائنات صغيرة جداً لاترى إلا بالمجهر الإلكتروني، وهي
ذات شكل عصوي أو كروي، تتركب من جدار بروتيني بداخله الحمض النووي RNA وDNA دون أن
يكون لها أي أعضاء أخرى، لذا لا تستطيع التكاثر إلا داخل جسم الكائن الحي لكي
تستعمل أعضاءه في التكاثر والنمو، ولايمكن أن تعيش في وسط اصطناعي كما في
البكتيريا. والفيروسات لاتتأثر بالمضادات الحيوية، ولكن يمكن القضاء على بعض
أنواعها باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات (Antivirus) وذلك في نطاق ضيق جداً
وتحت إشراف طبيب متخصص نظراً لآثارها الجانبية الخطيرة على الجسم. أما معظم
الالتهابات الناتجة من الفيروسات مثل الزكام والأنفلونزا والتهاب الحلق والقيء
والإسهال وغيرها فللجسم القدرة على التخلص منها في غضون أيام عن طريق نظام المناعة.
وبعض الفيروسات لها تطعيم وقائي.
تحصل العدوى من الكائن الحي الذي له القدرة على
إيذاء الإنسان عن طريق وصوله إلى مكان مناسب في الجسم يتكاثر فيه وينمو، وينتج عنه
مواد سامة تؤثر على جسم الإنسان، وذلك عند ضعف قدرة الجسم على التغلب على العدوى،
وتظهر هذه التأثيرات في شكل أعراض مرضية تختلف حسب نوع الجرثوم المسبب
للمرض.
أنواع البكتيريا
توجد تقسيمات كثيرة للبكتيريا ولكن أهمها من الناحية
السريرية تقسيم البكتيريا إلى قسمين:
الأول: البكتيريا إيجابية الجرام وتتميز
بوجود جدار خلوي سميك، ومن أمثلتها: ستربتوكوكس وستافيلوكوكس.
الثاني: البكتيريا
سالبة الجرام وتتميز بوجود جدار خلوي رقيق، ومن أمثلتها سالمونيلا وشيقلا. وقد سميت
بإيجابية الجرام لأنها تحافظ على لونها البنفسجي بعد إضافة الصبغة البنفسجية على
الشريحة المحتوية على البكتيريا ثم معالجتها باليود ثم غسلها بالكحول، وسالبية
الجرام هي البكتيريا التي لاتحتفظ باللون البنفسجي عند معالجتها بالطريقة السابقة
وغسلها بالكحول.
يتم عمل المضادات الحيوية لمحاربة البكتيريا- بشكل عام- من خلال
طريقين:
الطريق الأول: قتل البكتيريا وذلك من خلال تثبيط تكوين جدار الخلية في
البكتيريا مما يؤدي إلى خروج مكونات الخلية وموتها بعد ذلك.
الطريق الثاني: وقف
ومنع تكاثر البكتيريا ويتم ذلك عن طريق تثبيط تكوين الحامض النووي (RNA و DNA) أو
تثبيط تكوين بروتينات الخلية.
والطبيب المختص هو الذي يملك القدرة على معرفة نوع
البكتيريا المسببة للمرض وذلك عن طريق أعراض المرض الظاهرة على المريض (الطريق
السريرية) أو من خلال أخذ عينة من الجزء المصاب ومن الدم أو من البول وزراعتها
لمعرفة نوع البكتيريا المسببة لهذا المرض (الطرق المخبرية) وبناء على تشخيص المرض
يتم صرف الدواء المناسب.
وفي بعض أنواع البكتيريا التي اكتسبت مناعة ضد مضاد
حيوي معين لكثرة استعماله يجرى فحص المناعة ومدى فاعلية المضاد الحيوي ضد هذه
البكتيريا، ولهذا الغرض تزرع البكتيريا المأخوذة من المريض في مزرعة خاصة بها أقراص
مختلفة الألوان وكل منها مشرب بنوع معين من المضادات وبعد ترك المزرعة لمدة معينة
نلاحظ وجود هالة شفافة خالية من البكتيريا حول كل قرص، والمضاد الحيوي الأكثر
تأثيراً على البكتيريا هو الذي تتكون حوله الهالة الشفافة الأكثر
اتساعاً.
ونتائج مثل هذه الفحوصات قد تستغرق وقتاً طويلاً، لذا لاينتظر الطبيب
كل ذلك الوقت بل يتم إعطاء المريض المضاد الذي يتوقع الطبيب أنه سيكون فعالاً
ومناسباً لحالته ريثما يعرف نتيجة المزرعة التي تحدد نوع البكتيريا.
المضادات:
أنواع وأشكال
يوجد في العصر الحالي أكثر من مائتي نوع من المضادات الحيوية، ولكل
نوع منها أسماء متعددة تختلف باختلاف الشركة المصنعة للدواء ويتم تصنيعها على شكل
أقراص أو كبسولات أو حقن وبعضها على هيئة مساحيق أو مراهم جلدية أو كريمات أو نقط
للعين أو للأذن إلى غير ذلك من الأشكال.
وتخلتف أنواع المضادات الحيوية باختلاف
مدى تأثيرها على البكتيريا، فمن الأدوية مايكون فعالاً بشكل رئيس على البكتيريا
إيجابية الجرام، ومنها مايكون فعالاً ضد البكتيريا سالبة الجرام، والبعض الآخر فعال
ضد النوعين. ومنها مايقتل البكتيريا ومنها مايمنع نموها.
ومن أشهر مجموعة
المضادات الحيوية مايلي:
- البنسلين ومشتقاته: تعد هذه الأودية من أهم مجموعات
المضادات الحيوية ومن أقدمها وهي فعالة ضد البكتيريا موجبة الجرام، ومن أمثلتها:
أمبيسلين، أموكسيلين.
- التتراسيكلينات: هذه الأدوية مانعة لنمو البكتيريا وتسمى
بالمضادات الحيوية واسعة المفعول نظراً لقدرتها على محاربة كلا نوعي البكتيريا
الموجبة الجرام والسالبة الجرام، ومن أمثلتها: تتراسيكلين ودوكسيسكلين.
-
السلفوناميدات: وهي فعالة ضد العديد من البكتيريا الموجبة الجرام والسالبة الجرام
وقاتلة للبكتيريا، ومن أمثلتها: سلفاميثوكسازول وسلفاسالازين.
-
السيفالوسبورينات: هذه الأدوية قاتلة للبكتيريا وواسعة المفعول، ومن الأمثلة على
هذه المجموعة سيفاكلور وسيفرادين.
- الماكروليدات: وهذه الأدوية يمكن أن تقتل
البكتيريا أو تمنع نموها، ومن أمثلتها: اريثرومايسن.
- أمينوجلايكوسيدات: تعد
هذه الأدوية فعالة جداً ضد الالتهابات التي تسببها البكتيريا سالبة الجرام، ومن
الأمثلة: ستربتومايسن وجمنتاميسن.
- كلورامفينيكول: هذا الدواء مانع لنمو
البكتيريا وواسع المفعول، لكنه أقل فاعلية من البنسلين والتتراسيكلين ضد البكتيريا
موجبة الجرام.
يختار الطبيب المضاد الحيوي المناسب للمريض والجرعة الدوائية
اللازمة والشكل الدوائي الملائم بناء على عدة عوامل، منها:
1- التشخيص السريري
والمختبري: وذلك لمعرفة نوع البكتيريا الغازية ومعرفة المضاد الحيوي المناسب.
2-
صفات المضاد الحيوي، يجب معرفة صفات المضاد المختار من حيث:
- تركيزه في الجسم:
لأن المضاد قد يكون فعالاً ضد بكتيريا معينة ولكن تركيزه في الجسم لايصل إلى الحد
المطلوب، وبالتالي لانحصل على النتيجة المرجوة.
- طريقة طرحة من الجسم: فمثلاً
إذا كان الجسم يتخلص من الدواء سريعاً فهذا يستدعي أعطاءه على فترات متقاربة.
-
سُمّيَة الدواء وآثاره الجانبية: فينبغي الموازنة بين أضرار الدواء ومنفعته للمريض،
فإذا ترجحت المنفعة على الضرر فلا بأس من صرفه للمريض.
- كلفة الدواء: بعض
المضادات الحيوية ذات تكلفة عالية ولها بدائل أرخص ومساوية لها في التأثير وأحياناً
قد تفوقها علاجياً.
3- عوامل تتعلق بالمريض، ومنها:
- العمر والجنس
والوزن.
- حالة أعضاء الجسم وخاصة الكلية والكبد.
- حالة الجهاز المناعي
للمريض وخطر تفاعلات الحساسية الناجمة عن استعمال بعض المضادات الحيوية.
- شدة
العدوى
- إذا كانت المريضة حاملاً أو مرضعاً.
- إذا كان المريض يعاني من
أمراض أخرى أو يتناول أدوية أخرى.
عادة مايفضل صرف مضاد حيوي واحد للقضاء على
البكتيريا، وذلك لعدة أسباب منها:
- منع مقاومة البكتيريا لأنواع كثيرة من
المضادات.
- تقليل الآثار الجانبية التي قد تنجم عن استخدام أكثر من نوع من
المضادات.
- تقليل التكلفة.
وفي حالات معينة يستلزم إعطاء المريض أكثر من
مضاد وذلك لأسباب منها:
- زيادة فعالية الدواء في القضاء على البكتيريا.
-
تقليل الآثار الجانبية لبعض أنواع المضادات.
- تقليل جرعة الدواء.
-حالات
الالتهابات الشديدة التي تهدد حياة المريض.
تضيف الشركة المصنعة أحياناً مادة
تزيد من فعالية الدواء ضد البكتيريا، ومن أشهر الأمثلة دواء أجمنتن (Augmentin)،
هذا الدواء يحتوي على مادتين: أولاهما أموكسيلين المضاد للبكتيريا والمادة الثانية
تسمى حامض كلافيولنك (Clavulanic acid)، وهذه المادة ليس لها أي تأثير مضاد
للبكتيريا، إلا أنها تساعد في قوة تأثير الدواء عن طريق تخريب أنزيم معين في الجسم
يبطل مفعول الدواء.
الآثار الجانبية
معظم الأدوية التي يتعاطاها المريض تسبب
آثاراً جانبية غير مرغوبة، بعضها يكون أعراضاً خفيفة لاتشكل خطراً على المريض
وبعضها قد يهدد حياته. والمضادات الحيوية شأنها شأن باقي الأدوية قد ينجم عن
استعمالها آثار جانبية قد تكون خفيفة وقد تكون شديدة وذلك لأسباب متعددة، منها
مايحدث بسبب طبيعة جسم الإنسان، أو بسبب خصائص الدواء، أو بسبب زيادة الجرعة
الدوائية الموصوفة، أو أحياناً عند استخدام دواء آخر أو مع تناول أغذية معينة
أوبسبب عدم التشخيص السليم أو غيرها من الأسباب.
ومن أكثر الآثار الجانبية
للمضادات الحيوية شيوعاً:
- ظهور حساسية لأجسام بعض المرضى عند تناول نوعية من
المضادات وخصوصاً مجموعة البنسلين، وتختلف درجة الخطورة من شخص لآخر، فمنها ماهو
قليل الخطورة مثل الإسهال الخفيف والقيء والحرقان الخفيف في المعدة أو طفح جلدي
وهرش، ومنها ماهو أخطر من ذلك مثل الإسهال الشديد أو صعوبة في التنفس، وفي هذه
الحالة يجب على المريض التوقف فوراً عن أخذ الدواء والاتصال بالطبيب المعالج.
-
قد تتسبب بعض أنواع المضادات الحيوية- خصوصاً واسعة المدى- في قتل البكتيريا
النافعة الموجودة في الأمعاء، بسبب عدم اتباع الإرشادات الطبية واستخدام الدواء
لفترة طويلة مما يسهل إصابة الأمعاء بهجمات بكتيرية ضارة تؤدي إلى عدوى جديدة يصعب
علاجها.
- بعض المضادات الحيوية تستطيع عبور الحاجز المشيمي وتصل إلى الجنين
محدثة آثاراً جانبية بالغة على الجنين، وخصوصاً في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل،
وكذلك بعض المضادات قد تؤثر على الرضيع من خلال لبن الأم.
- أدوية
الأمينوجلايكوسيدات مثل الاستربتومايسن قد تؤدي إلى اضطرابات في عملية السمع
والاتزان قد تصل إلى درجة الصمم، وقد تؤثر كذلك على الكلية، لذا يجب أخذ هذه
الأدوية بحذر وبالجرعات المحددة.
- دواء الكلورامفينيكول المستخدم في علاج حمى
التيفوئيد له آثار خطيرة على نخاع العظام تظهر على شكل: فقر دم، قلة عدد الكريات
البيضاء، قلة الصفائح الدموية. ومن أخطر مايسببه هذا الدواء حالة تسمى متلازمة
الطفل الرمادي (Gray baby syndrome)، ومن الممكن أن تسبب هذه الحال نسبة وفيات
عالية، وغالباً ماتحصل هذه الآثار في الأطفال والرضع. لذا يجب استعماله بحذر شديد
للأطفال وفي حالات خاصة.
- أدوية التتراسيكلينات تتفاعل مع الكالسيوم وتترسب
بشكل مركب معقد، وهذا المركب يمكن أن يترسب على الأسنان والعظام. وخصوصاً إذا
استعملت أثناء الحمل أو الرضاعة أو لأطفال دون سن الثانية عشرة.
المضادات
والأدوية الأخرى
عند تناول المريض المضاد الحيوي مع أدوية أخرى يجب إخبار الطبيب
أو الصيدلي بذلك، لأن تناول المريض أكثر من دواء في الوقت نفسه قد يزيد فعالية أو
تأثير أحد الأدوية على دواء آخر مؤدياً إلى آثار جانبية خطيرة، كما قد يتسبب في
إبطال أو تقليل فعالية الدواء الآخر وقد يؤدي استعمال أكثر من دواء إلى إنتاج مركب
آخر له تأثيرات عكسية للدواء الأصلي.
وهناك بعض الأدوية التي تؤثر على المضادات
الحيوية وتتأثر بها إذا أخذت معها في الوقت نفسه، ومن الأمثلة على ذلك مايلي:
-
معظم المضادات الحيوية تؤثر على فعالية حبوب منع الحمل إذا أخذت في الوقت نفسه مما
يؤدي إلى احتمالية الحمل، لذا على المرأة استخدام وسيلة أخرى لمنع الحمل بعد
استشارة الطبيبة المعالجة.
- تتعارض أغلب المضادات الحيوية بعضها مع بعض إذا
أخذت في الوقت نفسه.
- كثير من المضادات تتعارض مع خافضات الحرارة ومزيلات الألم
مثل البانادول.
- تتعارض أدوية التتراسيكلينات إذا أخذها المريض مع مضادات
الحموضة المحتوية على الكالسيوم ومع المسهلات المحتوية على مجنيزيوم ومع مخفضات
الكوليستيرول.
- بعض المضادات الحيوية تؤثر على هرمونات الذكورة والأنوثة، وتؤثر
على الأدوية مانعة التجلط مثل الوارفارين (warfarin).
- بعض أدوية البنسلين قد
تتعارض مع الأدوية الخافضة للضغط مثل دواء كابتوبرل.
- تتأثر بعض المضادات
الحيوية بوجود بعض أدوية مدرات البول مثل فروسيمايد أو بعض أدوية الحساسية مثال
هسمينال.
المضادات بدأت تفقد مفعولها
حذر العلماء في الآونة الأخيرة من خطر
ازدياد ظهور البكتيريا المقاومة للمضاد الحيوي، حيث أثبتت الدراسات ارتفاعاً كبيراً
في نسبة ظهور هذا النوع من البكتيريا بين عامي 1995 و1998، فقد أظهرت دراسة علمية
أن من بين الأشخاص الذين أصيبوا بنوع معين من البكتيريا يسمى ستربتوكوكس نومونيا
كان هناك 9% في عام 1995م لديهم مقاومة لثلاثة أنواع مختلفة من المضادات الحيوية
على الأقل ثم ارتفعوا إلى 14% عام 1998م.
وقد تكتسب البكتيريا مناعة ضد المضادات
الحيوية نتيجة سوء الاستعمال، وذلك عند الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية أو حينما
تعطى بجرعات غير مناسبة، أو تعطى بالقدر المطلوب على فترات غير منتظمة بين الجرعات،
أو تعطى لمدة قصيرة غير كافية للعلاج. ومن الأسباب كذلك الاستعمال غير الملائم
للمضادات في حالات لاتحتاج إلى معالجة بل تشفى ذاتياً.
ومناعة البكتيريا ضد
المضادات الحيوية قد تكون طبيعية، حيث تُخلق البكتيريا ولديها القدرة على مقاومة
بعض أنواع المضادات الحيوية أو كلها. وقد تكتسب البكتيريا هذه المناعة بطرق مختلفة،
وتتكون هذه المناعة عند البكتيريا ضد المضاد بعدة طرق منها:
- إحداث تغير في
المضاد الحيوي، على سبيل المثال تقوم أنواع معينة من البكتيريا بإنتاج أنزيمات تسبب
تكسراً في المضاد الحيوي، وبالتالي تؤدي إلى عدم فعالية الدواء.
- قد تحدث
البكتريا تغييراً أو تطويراً في تركيب خليتها، فتضلل المضاد الحيوي ولا تصبح هدفاً
له.
- وفي بعض الأحيان تقوم البكتيريا بإفراز غشاء جديد من البروتينات يمنع دخول
المضاد الحيوي إليها.
- قد تنتقل المناعة ضد مضاد حيوي من جيل لآخر بواسطة
الكروموسومات.
وبسبب مقاومة البكتيريا لمفعول المضادات الحيوية يعكف العلماء على
تطوير أدوية جديدة قادرة على تخطي تلك المشاكل، ومن تلك البحوث ماتوصل إليه مجموعة
من العلماء من نوع جديد من الأدوية الذكية التي يمكن أن تكون بديلاً للمضادات
الحيوية وتساعد على حل مقاومة البكتيريا للأدوية. قام هؤلاء العلماء بتصميم مادة
بيبتيد (Peptide) وهي جزيء تفرزه النباتات والحيوانات لمقاومة العدوى، له خصائص
مشابهة للمضادات الحيوية، يقوم البيبتيد بعمل ثقوب في غشاء خلية البكتيريا مما يؤدي
إلى قتلها. ومن خصائص هذا الأسلوب الجديد في العلاج أن البكتيريا لم تتعرف على ذلك
التركيب من قبل مما يصعب عليها مقاومة المضاد الحيوي.
تنبيهات مهمة
- على
المريض ألا يصر على الطبيب المعالج أو الصيدلي لصرف المضاد الحيوي لأن المضادات-
كما ذكرنا- لاتستخدم إلا في حالة الالتهابات البكتيرية فقط، وكثرة استخدامها لها
أضرار بالغة على صحة المريض.
- على المريض أن يصغي جيداً للتوجيهات أو التنبيهات
التي يقدمها الطبيب أو الصيدلي عند صرف المضاد الحيوي، ويتأكد من كيفية أخذ الدواء
وعدد المرات والمدة وهل يؤخذ قبل الأكل أو بعده.. وغيرها من التعليمات.
- لابد
للمريض من إكمال المدة المحددة للعلاج، ولاينبغي إيقاف تناول العلاج عند تحسن
الحالة الصحية، لأن ذلك يؤدي إلى ظهور البكتيريا مرة أخرى وقد تكتسب مناعة من
المضاد بحيث لاتتأثر به مستقبلاً مما يؤدي إلى صعوبة العلاج.
- من الأفضل للمريض
الذي يعالج بالمضاد الحيوي ألا يتعرض جلده لأشعة الشمس، وذلك لأن بعض المضادات
الحيوية تجعل الجسم حساساً جداً للأشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس مما يؤدي
لإصابته بأضرار.
- قد يؤثر تناول بعض الأطعمة على فعالية بعض المضادات الحيوية
حيث تتأثر- مثلاً- مستحضرات التتراسيكلين بالأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم، مثل
اللبن ومشتقاته أو البيض وغيرها، لذا على المريض اتباع تعليمات الطبيب أو الصيدلي
بتجنب مثل هذه الأغذية.
- عند وجود حساسية سابقة من أحد المضادات الحيوية يجب
على المريض إخبار الطبيب أو الصيدلي بذلك، ويجب عمل فحص للحساسية من هذا المضاد قبل
تعاطيه.
- يجب عدم إعطاء المضاد الحيوي لأي شخص آخر غير المريض، وذلك لأن هذا
الدواء فعال ضد بكتيريا معينة وفي حالة خاصة، وقد لايكون مناسباً لحالة مريض
آخر.
- عند إحساس المريض بآثار جانبية غير معتادة بعد أخذ المضاد يجب إخبار
الطبيب أو الصيدلي فوراً، وعدم إهمالها لأن بعض الآثار قد تكون خطيرة على صحة
المريض.
- على المريض التأكد من تاريخ الصلاحية للمضاد الحيوي فتناول المضاد بعد
انتهاء تاريخ الصلاحية له خطورة بالغة على صحة المريض، على سبيل المثال أدوية
التتراسيكلين تتحول بعد انتهاء مدة الصلاحية إلى مادة سامة تسبب إصابات خطيرة في
الكلية.
- من الضروري للحامل أو المرضع عند صرف المضاد الحيوي إخبار الطبيبة أو
الصيدلية عن ذلك حتى لاتعرض جنينها أو طفلها للأذى.
- عند صرف المضاد على شكل
كبسولات فيجب بلعها كاملة وعدم فتح محتوياتها أو مضغها لأن هذا يؤثر على امتصاص
الدواء وعلى فعاليته.
- أغلب المضادات الحيوية الموصوفة للأطفال تكون على هيئة
شراب أو مسحوق يضاف إليه الماء ليصبح جاهزاً للشرب، مثل هذه الأدوية يجب حفظها في
الثلاجة مع ملاحظة أن مدة صلاحيتها لاتتعدى الأسبوعين.
- يجب الامتناع عن إعطاء
الأطفال المضادات الحيوية إلا في حالة الضرورة القصوى وتحت إشراف طبي متخصص، وذلك
لأن المضادات الحيوية تزداد خطورتها إذا استخدمت للأطفال لأن أجسامهم لاتزال في طور
النمو والإسراف في تناول المضادات قد يؤدي إلى الإضرار بالمناعة الطبيعية في
أجسامهم وبالتالي إضعاف نموهم الطبيعي ومقاومتهم للأمراض.